مؤشرات الأسهم العالمية- تقلبات وترقب لبيانات الوظائف الأمريكية

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية صعودًا ملحوظًا، مدفوعة ببيانات اقتصادية أشارت إلى تباطؤ في نمو الوظائف خلال شهر مايو، مما أدى إلى تراجع المخاوف بشأن النمو الاقتصادي المتسارع الذي قد يستدعي تدخلًا مبكرًا من جانب البنوك المركزية.
ووفقًا لـ "رويترز"، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 41.7 نقطة، أي ما يعادل 0.12 بالمئة، ليصل إلى 34618.69 نقطة. كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بمقدار 13.2 نقطة، أو 0.31 بالمئة، ليبلغ 4206.05 نقطة. وتقدم مؤشر ناسداك المجمع بنحو 82.7 نقطة، أي 0.61 بالمئة، ليصل إلى 13697.249 نقطة.
وعلى النقيض من ذلك، شهدت الأسهم الأمريكية انخفاضًا في الجلسة السابقة، حيث تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا في مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع. ويعزى هذا التذبذب إلى تقلبات المستثمرين بين المخاوف المتعلقة بالتضخم واحتمال قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي بكبح إجراءات التحفيز، وبين التفاؤل بشأن زيادة محتملة في ضريبة الشركات.
وظل مؤشر داو جونز الصناعي مستقرًا نسبيًا في الجلسة السابقة، مع انتعاش طفيف للأسهم بعد أنباء عن عرض الرئيس جو بايدن التراجع عن بعض الزيادات الضريبية المقترحة. وفي إطار المفاوضات مع الجمهوريين، أبدى الرئيس الديمقراطي استعداده للتخلي عن خطة لرفع ضريبة الشركات إلى 28 بالمئة، واقترح بدلاً من ذلك فرض حد أدنى بنسبة 15 بالمئة.
وفي هذا السياق، صرح براد نيومان، مدير استراتيجية السوق لدى ألجير في نيويورك، قائلًا: "السوق تستوعب البيانات الاقتصادية القوية وما يصاحبها من ضغوط تضخمية، وتدرس بعناية ما إذا كانت هذه المستجدات ستؤثر على توقيت تقليص إجراءات مجلس الاحتياطي وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على أسعار الأسهم".
وفي القارة الأوروبية، شهدت الأسهم ارتفاعًا في تعاملات اتسمت بالحذر، وسط توقعات بأن يحقق المؤشر الرئيسي مكاسبه الأسبوعية الثالثة على التوالي، مدعومًا بنظرة متفائلة حيال التعافي الاقتصادي.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2 بالمئة بحلول الساعة 07:09 بتوقيت جرينتش، ليقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجلها في وقت سابق من الأسبوع. ويتجه المؤشر نحو تسجيل مكسب أسبوعي بنسبة 0.6 بالمئة.
وتصدرت أسهم شركات المرافق والخدمات المالية والرعاية الصحية قائمة القطاعات الرابحة على مؤشر ستوكس 600، حيث ارتفع كل منها بنحو 0.5 بالمئة تقريبًا.
وفي المقابل، تراجعت أسهم شركات الطيران "آي. أيه. جي"، المالكة للخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيرزايز"، وويز إير وإيزي جيت، بأكثر من 1 بالمئة، وذلك بعد أن أضافت بريطانيا سبع دول، من بينها مصر وسريلانكا، إلى "القائمة الحمراء" للوجهات التي تتطلب الحجر الصحي في الفنادق عند الوصول إلى إنجلترا.
في سياق منفصل، أعلنت شركة الأدوية البريطانية السويدية "أسترازينيكا بي إل سي" عن تعيين أرادهانا سارين في منصب المدير المالي، خلفًا لمارك دنوير، الذي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أليكسيون فارماسيوتيكالز" عند إتمام عملية الاستحواذ في وقت لاحق من هذا العام.
وأفادت شركة أسترازينيكا، في بيان نقلته وكالة "بلومبيرج" للأنباء، بأن دنوير سيشغل أيضًا منصب مدير الاستراتيجية وتطوير الأعمال، بالإضافة إلى تنحيه عن منصبه في مجلس إدارة شركة الأدوية البريطانية - السويدية.
وبموجب هذا التعديل الإداري، الذي قد يكون جزءًا من خطط أوسع للشركة لخلافة الموظفين، ستنتقل سارين، المدير المالي الحالي لشركة أليكسيون، من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة. وسيقدم كل من دنوير وسارين تقاريرهما مباشرة إلى باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي لـ "أسترازينيكا".
وكانت شركة أسترازينيكا قد أعلنت عن استحواذها على شركة أليكسيون، المتخصصة في صناعة العقاقير الطبية المرتبطة بالأمراض النادرة، لأول مرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، في خطوة فاجأت بعض المستثمرين، نظرًا لأنها جاءت في خضم جهود الشركة لإطلاق لقاحها المضاد لفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد - 19.
وتمثل عملية شراء شركة أليكسيون أكبر صفقة استحواذ لشركة أسترازينيكا منذ تأسيسها في عام 1999، مما يعزز مكانتها بين أكبر عشر شركات لتصنيع الأدوية في العالم.
وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن رجل الأعمال السويسري هانز تسيجلر سيمثل أمام المحكمة يوم الاثنين بتهمة إدانته بتسريب أسرار شركة لمصرفي سابق في بنك الاستثمار الفرنسي "لازار" ثم مقايضة المعلومات في قضية تورطت فيها شركتان من الدعائم الأساسية للصناعة السويسرية.
وتشير "بلومبيرج" إلى أن تسيجلر يواجه اتهامات باستغلال منصبه كمدير لشركة "أورليكون كورب" لصناعة المضخات، وشركة إنتاج الصلب "شمولتس آند بيكنباخ"، لتسريب معلومات حساسة من الناحية التجارية إلى المصرفي المذكور على مدى ثلاثة أعوام، وذلك إلى حين اكتشاف الأمر في أواخر عام 2016.
وقام تسيجلر بتمرير 19 مجموعة قيمة من البيانات إلى المصرفي، الذي لا يمكن تعريفه إلا تحت اسم "بي"، وذلك بموجب القيود السويسرية المفروضة على الإبلاغ عن المخالفات.
ولم يرد محامو تسيجلر والمصرفي "بي" على طلبات "بلومبيرج" للتعليق. وكان المدعون العامون الاتحاديون قد فتحوا تحقيقًا في قضية تسيجلر، وهو نفسه الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة إيرب جروب السويسرية، في عام 2016 بعد الكشف عن هذه الادعاءات. وقد استقال تسيجلر من مجالس إدارة شركتي "أورليكون كورب" و"شمولتس آند بيكنباخ".
واستغل تسيجلر (68 عامًا)، منصبه كمدير لشركتي أورليكون وشمولتس، بالإضافة إلى شركتين سويسريتين أخريين مدرجتين في البورصة، لجني ما يقرب من مليوني فرنك سويسري (2.2 مليون دولار)، في تداولات متكررة لأسهم 11 شركة مختلفة، وفقًا للائحة الاتهام.
وأفاد ممثلو الادعاء بأن تسيجلر، الذي عمل لفترة كمستشار مدفوع الأجر لبنك لازار، أفصح عن أسرار حول شركة سويسرية استحوذ عليها أجانب لصالح المصرفي المعروف باسم "بي"، ثم طلب 150 ألف فرنك سويسري مقابل الكشف عن المعلومات.
وفي القارة الآسيوية، سجل أداء الأسهم اليابانية تباينًا ملحوظًا عند الإغلاق، متأثرًا بالأسهم المرتبطة بالنمو، وذلك في الوقت الذي كان فيه المستثمرون يترقبون صدور التقرير المهم حول الوظائف الأمريكية.
وأغلق مؤشر نيكاي منخفضًا بنسبة 0.40 بالمئة ليصل إلى 28941.52 نقطة بعد يومين من المكاسب، في حين تمكن مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا من تحقيق زيادة طفيفة عند الإغلاق بلغت 0.03 بالمئة ليسجل 1959.19 نقطة، وهو رابع مكسب يومي على التوالي.
وتراجعت الأسهم المرتبطة بالنمو بنسبة 0.34 بالمئة، فيما زادت أسهم القيمة بنسبة 0.37 بالمئة، حيث بادر المستثمرون إلى بيع أسهم التكنولوجيا والأسهم المستفيدة من إجراءات الملازمة المنزلية، تحسبًا لصدور بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة.
وكان من المتوقع أن تؤدي أي قراءة قوية إلى زيادة الرهانات على الخفض المحتمل لإجراءات التحفيز من جانب الاحتياطي الاتحادي وتقليل الإقبال على المخاطرة.
وتهافت المستثمرون على أسهم الشركات الكبيرة، ومن بينها سهم تويوتا موتور، الذي ارتفع بنسبة 1.6 بالمئة ليصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق، وذلك بعد أن ارتفع في عشر من آخر 11 جلسة.
وفي كوريا الجنوبية، انخفض مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري الجنوبي "كوسبي" بمقدار 7.35 نقطة، أي بنسبة 0.23 بالمئة، ليبلغ 3240.08 نقطة عند الإغلاق.
بينما بلغ مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم "كوسداك" 987.58 نقطة، متراجعًا بمقدار 2.61 نقطة، أي بنسبة 0.26 بالمئة عند الإغلاق.
وعلى الصعيد العربي، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 1.54 بالمئة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2038.0 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي نحو 14.5 مليون دينار أردني، مقارنة بالأسبوع السابق الذي بلغ 14.4 مليون دينار، بنسبة ارتفاع بلغت 0.5 بالمئة. في حين بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 72.5 مليون دينار، مقارنة بالأسبوع السابق الذي بلغ 57.7 مليون دينار.
وفيما يتعلق بعدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع المنصرم، فقد بلغ 47.1 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 27184 صفقة.